توقفت كوكبة الدراجات اخيرا ، بعد ست ساعات من السياقة بالتمام والكمال ، حصل عطل في دراجة منصور الياماها بمدخل مدينة ورزازات ، ما جعل الفريق ينتظر لساعات حتى اصلاح ذلك العطل ، أسدل الليل خيوطه على مدينة افران ، توجهوا مباشرة الى الفندق وسط الغابة حيث سيقضون الثلاثة ايام المقبلة . يتكون الفريق من اياد ومنصور و هما من السعودية و اسماء و حاتم وعلي من المغرب ، كلهم اصدقاء جمعهم شغف استكشاف المغرب على متن الدراجات النارية ، بعد ان ركن الجميع دراجاتهم ، انطلقوا طلبا للراحة في غرفهم بعد عناء يوم طويل . حما علي امتعته وصعد للطابق العلوي حيث توجد غرفته ، فتح الشباك ليستنشق الهواء ، كان الشباك مطلا على غابة فسيحة من اشجال الارز السامقة ، سمع صوت حيوانات قادمة من الغابة اعاد اغلاق النافذة باحكام و اخذ دوشا بسرعة واوى لفراشه لان غدا سيكون يوما طويلا للمشي في الفابة وصعود جبل ازرو . في صباح اليوم الموالي وجدوا في انتظارهم عادل وهو المرشد الجبلي الدي سيقودهم طوال مدة الرحلة في جبال وغابات يفرن و ازرو ، اخذوا فطارهم و هم يتبادلون اطراف الحديث . قال منصور : يا الاهي ان يفرن جنة فوق الارض اجاب عادل : كانت ولا تزال يفرن من المدن الجميلة عالميا ، حيث الهدوء والسكينة و النظافة و حميمية اهل البلد من الامازيغ اجاب الاخر ؛ حقيقة استشعرت الامر منذ ان وطئت رجلاي هذا المكان الساحر وضبوا حقائبهم الظهرية وانطلقوا في اتجاه راس الما ، راس الما منطقة غابوية تقع جنوبي مدينة يفرن ، تحيطها غابات شاسعة من شجر الارز والسنديان ، توغل الفريق، شيئا فشيئا في تلك الغابة قطعوا مسافة طويلة جدا قبل ان يتوقفوا على ضفة نبع مائي صاف جدا ، وضعوا امتعتهم و تمددوا قليلا طلبا للراحة لا يزال يفصلهم عشرات الكلمترات قبل الوصول الى القمة . اسماء احست ببعض العياء ما لاحظه علي عندما قال : هل كل شيء على ما يرام ؟ – احس ببعض الالم في الرجل اليمنى لكن الامر لا يدعو للقلق – كيف لا يدعو للقلق ، دعونا نتوقف قليلا يا اخوان ارسل الخبر بصوت جاهر ، سرعان ما توقف الجميع وتحوموا حول اسماء راح علي يتفحص اصابع رجلها اليمنى بعناية ، كان علي ملما بقواعد الاسعاف الاولي ، لقد حضر لدورات تكوينية عديدة ومكثفة في نفس المجال ، ارى انها مجرد كدمات جراء تصادم الرحل باحجار الطريق ، اخرج من حقيبته بخاخا ابيضا ارسله في اتجاه مكان الالم ، احست ببعض الارتياح ، اخذ ضمادة وراح يضمها بلطف لرجل اسماء الاي بدت منتنة من مساعدة صديقها . تابعوا السير الامور تبدو بخير الان ، بعد ساعات من المشي بلغوا تلك القمة اخيرا ، وقفوا والفرحة تغمر اعماقهم ، لقد بلغوا هدفهم الذي سطروه منذ شهور خلت ، فورة من الحماس تغمرهم لتحد جديد و اهداف جديدة . في طريق العودة لم يمر المرشد بنفس الطريق ، بل اختار طريقا اخر اقل مسافة وبه طريق معبدة يسلكها الحطابون و عاملو الحراسة الغابوية ، بعد عدة ساعات من المشي اثار انتباههم فيلا مكونة من طابقين تحيطها اشجار كثيفة ، في تلك اللحظة توقف علي وابتعد عن الفريق قصد قضاء حاجته ، صاح المرشد موجها الخطاب لعلي : لا تقترب كثيرا من تلك الفيلا ، تحيطها اللعنة من كل جانب اقترب علي من السور المكون من شباك حديدي تحيطه الاشجار المتسلقة لم تمر سوى لحظات حتى سمع اصواتا قادمة من تلك الفيلا ، صاخ بسمعه يستطلع الامر كان صوت انسان يصيح باعلى صوته ، عاد مسرعا الى الفريق يخبرهم بما سمع ، لكن المرشد سرعان ما اكد له ان تلك الاصوات لارواح شريرة تقطن المكان وقد سبق للعديد من سكان المنطقة ان سمعوها ولم يثبت ان شوهد احد في المكان ، تعود هذه الفيلا لعائلة قضت نحبها في حريق التهم المكان منذ سنوات خلت . ومنذ ذلك الحين بقيت ارواح شريرة تقطن المكان ، انظروا الى مكان الاحتراق في تلك الجدران السوداء هناك . تابع الرجل بحماس ، هناك بعض الفضوليين الذين ارادوا اكتشاف المكان لكنهم فقدوا هم ايضا ، اعلنت السلطات منذ ذلك الحين ان المكان خطر ولا ينصح بتجاوز السياج . تابع الفريق السير مشدوهين مما سمعوا ، لكن حدس علي كان يخبره ان المكان يحوي اسرارا وجب استطلاعها مهما كلفه الامر ، يهوى التحديات و يعشق استكشاف الاماكن ، قرر ان يعود مجددا لتلك الفيلا المهجورة في اقرب الاجال . كان موضوع الفيلا المهجورة الحدث الابرز طيلة تلك الليلة حتى وهم يتناولون عشاء في بهو الفندق ، لا يزال علي يحاول اقناع اصدقائه بانه صوت انسان لكن اغلبهم لم يصدقوا روايته بل ان منهم من اخبره بان اصيب بمس من الشيطان . لم ينم تلك الليلة ، بل امسى يفكر بكيفية اكتشاف اسرار ذلك المكان ، نام بعد عناء طويل ، استفاق على صوت المؤذن لصلاة الفجر ، نهض من مكانه توضأ وصلى وارتدى ملابسه وخرج من الفندق بحذر حتى لا يسمعه باقي اصدقائه الذين يغطون في نوم عميق . اخذ دراجته النارية وانطلق رأسا الى الغابة ، لا يزال الظلام يملأ معظم اطراف السماء ، ظهرت خيوط النهار عندما اقترب كثيرا من المكان الذي ينشده ، ترجل من على دراجته ، وضعها في مكان بين الحشائش بعيدا عن الانظار و انطلق بخطى متثاقلة بين الأعشاب. وجد السياج الذي يحيط بذلك المكان الغامض ، مشى بقربه عله يجد بابا او منفذا للداخل ، وجد كومة اخشاب صفت الواحدة قرب الاخرى بمسامير صدئة ، ربما كانت مدخلا خلفيا للفيلا ، حاول دفعها بحذر لكنها ابت ان تتزحزح من مكانها ، لا يملك ادوات لدفعها او احداث ثقب بها ، لم يستسلم لذلك الامر بل جر بكل قواه محاولا تكسير بعضها . كان علي قوي البنية ، عريض المنكبين ، جسمه مليء بالعضلات ، ساعده طول جسمه في تكسير الاخشاب العلوية الاي نالت منها اشهة الشمس ، كسرها الواحدة تلو الاخرى ، بعدة عشرات الدقائق كان المدخل جاهزا للاختراق . وضع رجله الاولى في ذلك المكان المجهول ، صاخ بسمعه محاولا سماع ذلك الصوت مجددا لكن الصوت لم يسمع ولو للحظة . يمشي بحذر بين العشب الذي يظهر انه لم يجز منذ سنوات ، لا اثر حتى الان لاي بشر ولا حتى حيوان ، يقترب اكثر فاكثر من تلك الجدران السوداء ، مر بجانب اسطبل قديم جدا ، جال بنظره حوله لم يلحظ اي شيء يثير شكوكه . انتبه الى وجود فتحة في جدار الفيلا عبارة عن نافذة صغيرة للمطبخ ، زجاجها مكسر ، حاول الدخول منها لكن سمك جسمه لم يسمح له بذلك ، حاول مرات ومرات ، تمكن اهيرا من الدخول عبر الفتحة . سقط محدثا جلبة سمع صداها في ارجاء المكان ، مكث في مكانه لبعض الثواني ، استخرج هاتفه ليضيء ما يوجد حوله ، كان المكان عبارة عن مطبخ قديم ملأت الغبار جنباته ، يظهر ان الاواني التي به لم يلمسها احد منذ سنوات خلت ، تابع السير نحو بهو الفيلا ، كلما تقدم الا واكتشف انه قصر فخم لازال به الاثاث ، اثاث راقي و قديم جدا ، سجاد و كراسي و طاولات ، مر بمكتبة كبيرة وجد صورة كبيرة معلقة هناك مسح الغبار من عليها ، تفحص تلك الصورة كانت لاب و ام وابنة صغيرة شقراء بعينين زرقاوين ، تشبه والدها جمالا و اناقة . يبدو ان هذه العائلة من الارستقراطيين المغاربة الذين يقصدون مثل هذه الاماكن طلبا للهدوء والراحة ، عندما هم بالصعود في الدرج وسط البيت لاحظ ان معظمه تعرض للحرق ، تذكر قصة المرشد السياحي الذي صرح ان البيت تعرض لحريق مهول اودى بحياة ساكنيه ، تابع المسير بحذر ، لا يكاد يصدق ما يراه انه انعكاس ضوء شمعة قادما من احدى الغرف هناك في الطابق الاول ، يرسل الخطوة تلو الاخرى ، تساءل من اشعل هذه الشمعة هل تكون تلك الارواح الشريرة يا ترى . اصبحت دقات قلبه تكاد تنفجر بقفصه الصدري ، وقف مشدوها مما راه رأى شابة جميلة جدا بفستان ابيض انيق تجلس في احد الزوايا ، جلست وهي ترتجف من رؤيته ، مكثت على ذلك وجلى من يكون هذا الغريب الذي اقتحم خلوتها ، عشرات اللوحات الفنية تحيط بها هذا مرسم للفتاة اذن ، قال علي : – عذرا ، لقد اقتحمت خلوتك ، كنت بصدد …. في تلك اللحظة فتحت فاها كانها تريد ان تصيح ، لم يستوعب علي ماذا حصل لحظتها ، احس بشيء صلب ينزل فوق راسه ، تطاير الدم من حوله ، استدار نحو الفاعل ، كان رجلا بلحية كثة ، ضخم الجثة ، قال الرجل : – هل تحاول انقاذ الفتاة ، سيكون قبرك على يدي تمالك علي نفسه واستجمع قواه ، صد الضربة القادمة نحو راسه تكور في البلاط و حاول الدفاع عن نفسه امسك الضخم ودفعه بقوة ، سقطا معا محدثين عاصفة من الغبار المتطاير . تبادلا اللكمات لم ينتبه للسكين في يد الرجل ، كان قد اصابه في خصره ، مع هذا لم يستسلم وجد قطعة حديد بالمكان ، ضرب الضخم بقوة لراسه سقط الضخم مغشيا عليه . اسرع للفتاة توقف قليلا لم يرد ان يلمسها لكن بسرعة امسك يدها بقوة وجرها نحوه ، لم ترد التحررك من مكانها ، نظر لها متوسلا ، اذعنت لرغبته و اسرعا باتجاه الباب الكبير ، تذكر مصباح هاتفه الذي سقط اثناء العراك مع الضخم حاول الرجوع امسكت الفناة يده كانها تمنعه من العودة ، ساعدته في ايجاد المخرج لانها تعرف ذلك المكان ، اسرعا يخطوان باتجاه الغابة ، تعثرت الفتاة وسقطت اصلب جذع رجلها لم تستطع المشي حملها على ظهره واسرع في اتجاه الغابة ، سمعا صوت رصاص خلفهما ، يواصل الجري بكل ما اوتي من قوة . يسرع في اتجاه الدراجة النارية ، عندما وصل لمكانها انزل الفتاة المجروحة ، احس برصاصة تخترق كتفه الايمن ، ضم الفناة اليه وضعها امامه على الدراجة وجها لوجه ، ساعدته خبرته في قيادة الدراجات من تدوير العجلة بسرعة وانطلق وسيل من الرصاص يتطاير وراءه ، لا حت له المدينة متلألئة باضوائها اخيرا تنفس الصعداء ، تمسك الفتاة بعنقه وهي ترتجف ، اخيرا تبادلا النظرات ، كان الدم يملأ معظم وجهه،امسكت بجرح راسه وضغطت عليه بيدها كان بها تمنع الدم من الخروج ، لا يبالي علي كان يركز على الطريق ، اخيرا دخل المجال الترابي للمدينة اسرع في اتجاه شرطي المرور شرح له الواقعة اصطحبه بسرعة للمخفر. دخل يحمل الفتاة في يده ، اجلسها على احد الكراسي امام الضابط الذي اسرع نحوهما يستفسرهما عن الحادث ، شرح علي الواقعة وخطورة الرجل الذي يحمل سلاحا ، سال الضابط الفناة لكنها لم تجب كان بها مسا من الجن ، امر الضابط بنقلهما للمستفى بسرعة و تجهيز الاسلحة للخروج للغابة بخثا عن الجاني . في تلك اللحظة قال علي للضابط : ارسل الفتاة للمستشفى سارافقكم للمكان اجاب الرجل : لكنك مصاب لا يهم مادام القبض على ذلك المجرم اهم لا اريد ان يحصل مكروه لشخص اخر قدموا لي بعض بالضمادات في انتظار سيارة الاسعاف، ازال سترته، ظهر جسم صلب وضخم و جروح تملأ معظمه منها ما هو حالي ومنها ما هو قديم جدا مرت كل تلك الدقائق والفتاة متسمرة مكانها قرب علي تماد تلتصق به وهي ترتجف، ساعده احد افراد الشرطة في تضميد جراحه ، سمع صوت سيارة الاسعاف خارجا ، دخل افراد الوقاية المدنية ، امرهم الضبط بحمل الفتاة الى مدينة ازرو ، امسكت بقوة بيد علي وصاحت بصوت ملا ارجاء المكان ، تبكي بحرقة لا تريد افلات علي ، رق الجميع لذلك المشهد ، امسك علي وجهها وقال : ستكونين بخير انت في ايادي امنة تابع قائلا : ساعود بعد ان نقبض بذلك المجرم نظرت لجروحه كان لسان حالها يقول انت تنزف فهم قصدها وقال : انا بخير اذهبي الان اذعنت لكلامه اقلها الاسعافييون نحو المستشفى مرفوقين بحراس امنيين رجع علي اوفراد الامن من مختلف التلاويين نحو الغابة ، وصلوا للمكان ، سمع دوي رصاصة قادما من المكان ، اخذ الافراد حذرهم و اقتربوا شيئا فشيئا ، سمعت رصاصة اخرى تبعها سكون القبور ، عندما دخلوا وجدوا جثة الرجل كان قد انتحر
انتشر الخبر كالنار على الهشيم ، انتقل افراد الفريق نحو مقر الشرطة للتبليغ عن فقدان صديقهم ، ما هي الا لحظات حتى ظهر محملا على سرير متحرك اقتربوا بسرعة نحوه ، كان مغشيا عليه لا يتذكر ما يوجد حوله ، حملته شيارة اسعاف بسرعة نحو مدينة ازرو ، تبعوها جميعا بدراجتهم النارية .
بعد ساعات من الانتظار خرج الطبيب يطمئنهم بان صحة صديقهم بخير و انه تعرض لطعن في خصره اضر بجزء من كليته ، ورصاصة اخترقت كتفه ، لكن الحمد حالته بخير ، يحتاج لرعاية طبية لعدة ايام حتى لا نفقد كليته
انتقل العديد من الصحافيين محاولين الدخول لالتقاط صور للبطل الخارق في نظرهم ، تدافعوا امام الباب الكبير للمستعجلات بمستشفى عشرين غشت بمدينة ازرو، لا يزال اعضاء الفريق لم يستوعبوا ما الذي حصل .
انتشرت اخبار في جميع المحطات الوطنية و دولية : بطل في الثلاثينيات من عمره مجهول الاسم والهوية ، يحرر فتاة كانت مخطوفة منذ ثماني سنوات باحدى الغابات في مدينة افران ، الكل يتغنى بهذا البطل المجهول .
مزيج من الفخر و الخوف على صحة علي يملأ قلوب ………. مكثوا بازروا لأسبوعين بالتمام والكمال حتى تحسنت صحته ، اخيرا سمح لهم الاطباء بزيارته ، ما ان خطت ارجلهم الغرفة حتى اسرعوا نحوه ضموه جميعا والدموع تملأ اعينهم ، صاح …
- لماذا لم تخبرنا لكنا رافقناك كنا سنفقدك يا اخي
ضمهم لصدره : - انا بخير يا اعزائي
قالت أسماء: - تفقدناك في غرفتك ولم نجدك ، اتصلنا بالهاتف بعض عدة محاولات اجابنا احدهم بنبرة حادة ، سيموت سيموت ذلك الذئب المتسلل ، خفنا جميعا على صحتك ، انتقلنا الى مخفر الشرطة ، هناك وجدناك مدمى
- كم مكثت في المستشفى
قالوا جميعا : - اسبوعين
- اين الفتاة كيف حالها
- اي فتاة
- الفتاة
ضحكوا جميعهم
قال ….. : ارى ان بطلنا يطمأن على صحة بطلته
ضحكوا جميعااا في تلك اللحظة سمع وقع اقدام وطرق في باب الغرفة ، دخل وفد من الشرطة ورجال الدرك ، قال احدهم الوالي السيد زنيبر يريد زيارتك ليطمئن على صحتك
قال علي : - مرحبا
دخل رجل في عقده السادس ببذلة انيقة قال : - السلام عليكم
اردف قائلا
اتمنى ان يكون عزيزنا علي بصحة جيدة ، شكرا لعملك البطولي ، هذه هي اخلاق المغاربة و مروءتهم التي اعتدناها دائما
انتظرك في مكتبي عندما تشفى يا بني مرحبا بك دوما وشكرا لك
احساس الافتخار ملأ قلوب الفريق بجميع اعضائه ، انصرف الرجل ومرافقوه ، اراد الاصدقاء ان يتابعوا كلامهم قاطعهم الطبيب يرافقه مدير المستشفى كما عرفه الاول وقال الاخير : - الحمدلله على سلامتك ، ان كنت تحتاج الى شيء لا تردد في طلبه نحن رهن اشارتك ، نفتخر بك
ساد الصمت الغرفة ، تبعها موجة من الضحك بينهم و لازالوا على ذلك الحال ،حتى سمعوا طرقا خفيفا بالغرفة تحولت انظارهم نحو الباب ، دخل رجل و امرأة وتلك الفتاة ، حاول علي الوقوف عندما راها ، احس بالألم رجع لمكانه ، عندها تقدم الرجل نحو قبل راسه حاول تقبيل يديه ضمه لصدره وهو يبكي ، حاول ان يبعد يده لكن لم يستطع ، بكا الجميع لدقائق - اه انقذت ابنتي ، قطعة من قلبي ، خطفت لسنين ، عرضت حياتك للخطر لتجبر
بخاطر اسرة مكلومة لسنوات ، كيف ارد لك الجميل
تقدمت المرأة نحو علي ، قبلت راسه وشكرته :
- شكرا يا بني ، اعدت لنا ليلى ، اعدت لنا حبيبة الروح سالمة ، كيف عساي اجازي صنيعك ، يا ملاك نزل من السماء
- تقدمت اخيرا ليلى نحو سرير علي ، احمر وجهها ، لم تنبس ببنت شفة ، اعادت نفس النظرة لمكان الجرح ، سالت الدموع على خذها ، بكى علي ايضا لذلك المشهد المأثر ، تمالك نفسه وقال :
- حمدا لله على سلامة ل…. ابنتكم ، لا اريد جزاء يكفي ان تدعوا لوالدي بالرحمة والمغفرة و ان يجعلهم الله من اهل الجنة
- انفجر الجميع بالبكاء لتلك الكلمات من فم علي ، قاطعهم الطبيب دعا الجميع للانصراف حتى يتسنى تقديم الدواء للمريض وخلوده للراحة
- مرت الايام ، في احدى المرات وهو يتجول في حديقة المستشفى سمع صوتا انثويا قادما من ورائه :
- علي يا علي
استدار ببطء ، تجلد مكانه ، كاد قلبه يخرج من مكانه ، كانت ليلى ، ترتدي فستاناً ابيض كانها عروسة تزف لزوجها ، اطال النظر فيها ، كان مبهورا من جمال الفتاة ، لم ينتبه وهي تناوله باقة من الورود ، اخيرا انتبه : - كيف حال ساقك
- انا ، انا بخير والحمدلله
اول كلمة يسمعها من فمها ، امتزجت الاحاسيس في داخله - الحمدلله
- كيف حال صحتك
- انا بخير لكن الفريق الطبي منعني من المغادرة
- لا تغادر حتى يأذن لك الطبيب ، صحتك اهم من اي شيء في الدنيا
كانت كلماتها تخترق سويداء قلبه
تابعت قائلة : - لم احظ بيوم راحة منذ ان انقذتني ، مئات القنوات التلفزية تتقاطر لاخذ تصريح عن الواقعة
ابتسم علي - انا لم يطرق بابي احد للاستفسار
- امرت السلطات ان يبقى مكانك سريا حتو تصبح بخير
- حسنا اذن
- وماذا لو تبعك احدهم
- اخرج متخفية مع افراد من الشرطة
- الشرطية ليلى
- الطبيبة ليلى
- ههه الطبيبة ليلى ، تذكرت يوم الحادث عندما امسكت بمكان الجرح ، احسست براحة اثناءها ، ايتها الطبيبة المجتهدة
- كنت طالبة في السنة الاولى بكلية الطب عندما اختطفت
بدت امارات الاسى على علي لم يستطع الوقوف كثيرا ، امسكت ذراعه ودعته للحلوس على كرسي هنا - تابعت قائلة :
- كنت في رحلة طلابية لمدينة افران ، ابتعدت عن الفريق لاجراء مكالمة هاتفية ، سرعان ما احسست بجسم ضخم يدفعني لسيارة سوداء ، طوت بي السيارات الطريق وسط الادغال حتى وجدت نفسي في تلك الغابة ، تأكدت من ذلك الرجل انه فقد ابنته في حريق مهول في تلك الفيلا و كانت تشبهين ، اختطفني حتى اكون له السلوى لفقدان ابنته
حرك علي حاجبيه وقال :
- اتأسف لابنته ، لكن هذا لا يمنحه الحق لاختطاف انسان ما
- امسكت بذراعه بعنف
صاح متألما - اي اي اي
ضحكا معااا - اعتذر المتك
- لا بأس ، هل خفتي ان يختطفنا الضخم
- ان كان سيختطفنا معا ، لا بأس
- حسنا اذن
- لا اريد ان افلت يدك ما دمت على قيد الحياة