” انت عانس ، من هن في سنك امهات لتلاميذ في المدرسة ” كانت هذه الجملة التي اسقطت الدمع من عيني سارة ، سارة التي كافحت واجتهدت لتحصل على وظيفة مرموقة في احدى فروع وزارة الخارجية المغربية بالرباط ، منذ نشأتها وهي تحلم بأن تستقل بذاتها و تمتع بحريتها كاملة ، ثابرت واجتهدت حتى حصلت على تلك الوظيفة الاي لطالما حلمت بها .
لكن لم تدرك هذه الاخيرة ان وظيفتها ستكون نقمة عليها ، حيث ان العديد من الرجال المغاربة اليوم لم يعودوا يريدون الارتباط من نساء موظفات ، هذا التخوف غير المفهموم بالنسبة لسارة دفعها للبوح لنا في رسالة طويلة .
ربما ليست سارة الوحيدة التي تعاني من العنوسة فهناك فتيات اخريات يعانين نفس المازق – التقدم في السن وانعدام فرص للزواج .
تضيف سارة كلما حللت بتراب البلدة حيث مسقط رأسي تكرر نفس الاسئلة :
لماذا لم تتزوجي بعد ؟
هل هناك امر يمنعك من الزواج ؟
يشارف سنك على الاربعين ولم ترزقي بمولود بعد ؟
ما نفع الوظيفة وليس لك زوج واولاد ؟
هاته الاسئلة الجارحة وغيرها تجيب عليها بكون القضاء و القدر لم يأذن بعد لكنها تحس بألم يعتصر قلبها .
تواجه الموظفة العانس في المجتمع تحديات متعددة تبرز الصعوبات التي تواجهها في حياتها المهنية والشخصية. على الرغم من أن هناك تقدمًا ملحوظًا في مجال حقوق المرأة في العمل، إلا أن القوالب النمطية المجتمعية لا تزال تلقي بظلالها على تجارب العديد من النساء. تتعرض الموظفات العانسات لمجموعة من التحديات الاجتماعية والنفسية، حيث يتوقع المجتمع منهن التكيف مع أدوار تقليدية تتعلق بالزواج والأسرة، مما قد يؤثر سلبًا على أدائهن وحضورهن في مكان العمل.
أحد أبرز التحديات هو الضغط الذي تواجهه الموظفة العانسة من قبل المجتمع وعائلتها. حيث يُنظر إلى العزوبية في بعض الثقافات على أنها فشل شخصي، مما يخلق شعورًا بالعزلة والضغط النفسي. في كثير من الأحيان، يُقابل النجاح المهني لهذه المرأة بالتقليل من قيمته مقارنة بالزواج، ما يجعلها تشعر بأنها مجبرة على إثبات نفسها ليس فقط كموظفة متميزة ولكن أيضًا كمرأة تبحث عن الاستقرار الأسري.
كذلك، تواجه الموظفات العانسات تحديات في مجال التقدم المهني. حيث قد يُنظر إليهن على أنهن غير ملتزمات بالعمل بسبب عدم تبعثر أذهانهن بين الالتزامات العائلية. هذا التحيز قد يعيق تطورهن الوظيفي ويقلل من فرصهن للحصول على ترقيات أو مهام قيادية. لذا، من الضروري أن تعمل المؤسسات على تغيير هذه الرؤى من خلال خلق بيئة عمل شاملة تدعم جميع الموظفات، بغض النظر عن وضعهن الشخصي.
في النهاية، يجب أن يكون هناك وعي أكبر بالتحديات التي تواجهها الموظفة العانسة في المجتمع، والعمل على توفير الدعم الذي تحتاجه. من خلال تعزيز ثقافة المساواة في العمل، يمكن أن يتاح للنساء الفرصة للتألق سواء في وظائفهن أو في حياتهن الشخصية، مما يحقق التوازن بين الطموحات المهنية والاحتياجات الاجتماعية.